المستقلين
Take a fresh look at your lifestyle.

أسس اختيار شريك الحياة

0

        بقلم: د. أسماء بسطاوى

 

قال تعالى: “وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ”، (الآية 21 – سورة الروم).

 

لذا، يلعب اختيار شريك الحياة المُناسب دوراً مهماً في تحقيق السعادة والتناغم بين الزوجين، والتخلّص من المخاوف والشكوك التي تنتابهما حول مُستقبل العلاقة ونجاحها، وتحلّي كل منهما بالوعي والنُضج الكافي ومعرفة أهمية هذا القرار وتأثيره على حياته لاحقاً، وبالتالي التأني والصبر وأخذ الوقت الكافي في الاختيار، إضافةً لمُراعاة بعص الصفات والمعايير التي قد تتوفر في شريك الحياة المُناسب لتحقيق الانسجام والتوافق بينهما، والقدرة على تحمل مسؤولية الزواج والعمل على نجاحه بودٍ معاً.

 

وقد أكد الإسلام الحنيف وكل الشرائع السماوية على الزواج لضرورته فى حفظ النسل وإعمار الأرض لعبادة الله تعالى. ولأهمية الزواج فى الإسلام، فقد وصفه الله تعالى فى القرآن الكريم بأنه ميثاق غليظ، قال تعالى: “وأخذن منكم ميثاقًا غليظاً“، سورة النساء، الآية 21. فعلى المقبلين على الزواج العمل بأهمية هذا الميثاق الغليظ لنجاح الزواج والعلاقة الأسرية.

 

وهناك أسس يجب مراعاتها لنجاح الزواج وهى من التعاليم والمبادئ الإسلامية، أولها وأهمها حسن الاختيار، حيث يُعد حسن اختيار شريك الحياة هي اللبنة الأولى والأساسية فى نجاح الحياة الزوجية.

 

ويقوم حُسن الاختيار على الخُلق والدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير”. رواه الترمذى. فعلى الفتاة عندما تختار شريك الحياة أن يكون ذو دين وخُلق، فإن عاشرها عاشرها بالمعروف، وإن سرحها سرحها بإحسان.

 

فقد قال رجل للحسن بن على كرم الله وجهه أن لى بنتًا فمن ترى أزوجها له قال: زوجها ممن يتقى الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها. وعلى الشاب المُقدم على الزواج أن يحسن اختيار الزوجة بأن تكون ذات دين، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “تُنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها – فاظفر بذات الدين تربت يداك”.

 

فأمر ديننا الحنيف بحُسن اختيار الزوجة بأن تكون فى المقام الأول ذات دين وذلك لتعيينه على طاعة الله، وتربية أبناءها تربية صالحة فيصلح بذلك المجتمع. وأن تكون الزوجة ذات خُلق حسن مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالدين.

 

فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس”، وأن يُدرك الشخص المُقبل على الزواج مقاصده، وأهميته، ويتحلى بالوعي والنضج الكافي الذي يجعله يعرف ما يُريده من هذه العلاقة، وبالتالي يبحث عن شريك مناسب يشاركه التفكير الجاد في هذا القرار.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.