المستقلين
Take a fresh look at your lifestyle.

نصائح للوقاية من الشيخوخة

0

بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقا

 

هل ترى أن الوقت يمر سريعا؟ هل يعتريك الخوف من اقتراب الكهولة؟ هل تشعر أن هذا حرمان من متع الحياة .. إليك خلاصة تجارب الاخصائيين، ففيها خير علاج.

حين يبلغ الإنسان الأربعين من عمره، تتفتح عيناه ويرى أن سنوات العمر تمر سريعا، ومن كل عشرة أفراد نرى واحدا فقط هو الذى يدرك أنه سيبلغ يوما حد الكهولة ويعمل للوقت الذى سيترك فيه أعماله، ومن هؤلاء العشرة ثلاثة يتقبلون مرور السنين قبولا فلسفيا، ومنهم اثنان يحسون بالمقت لفكرة الكهولة، ولكنهم يشعرون أنهم سيجدون فى أعوام هذه الكهولة بعض ما يعوضهم عن شبابهم الضائع، أما الأربعة الباقون من العشرة فيفزعون من أنهم سيكبرون وقد يبلغ الفزع ببعضهم حد الرعب. هذا التقدير ليس مجرد رأى نبديه ولكنه نتيجة أبحاث اخصائيين فى الحياة الاجتماعية.

فقد وضعت أسئلة خاصة وطلب من الناس أن يكتبوا آراءهم ولا حاجة بهم إلى التوقيع أو ذكر أسمائهم وهم ثلاثة وكل واحد منهم يبين فى كلمته نوعا معينا من الهلع الذي يصيبه من فكرة الكهولة، فمنهم المحامى نراه يقارن بين الأهداف التى يريد تحقيقها وتلك التى حققها فعلا ويبدى فزعه من أنه سيصبح كهلا وليس أمامه إلا القليل من سنوات العمل والنشاط لا تكفى لتحقيق أهدافه.

والشخصية الثانية وهى مُدرسة فقد قالت: لقد “توفيت فى العام الماضى صديقة حميمة لى، وغادرت المدينة صديقة أخرى” فهى ترى أن الكهولة ترمز إلى قلة الأصدقاء والصديقات وإلى ازدياد الوحدة والوحشة.

والشخصية الثالثة تاجر  يرى أن فى تقدم السن خمولا وضعفا وضياع الكثير من الأعمال والمتعة على السواء.

وأنت أيها القارىء الكريم، هل تعانى أحد أعراض الخوف والفزع من الكهولة؟ هل يعتريك الخوف من أنك فى القريب ستحرم من متع الحياة الأثيرة، وأنك سترغم على أسلوب فى الحياة لا تحبه؟

إذا كان الأمر كذلك، وكانت المخاوف تقضى مضجعك وتقلق راحتك فإليك الاقتراحات التى يراها الإخصائيون الاجتماعيون خير علاج لمثل هذه الحالة المقلقة والمزعجة:

1- كف عن التفكير فى سرعة مرور الزمن.

إن الزمن يعدو بلا ريب، ويمر مر السحاب، ولكن التفكير فى مروره على الدوام مسألة مزعجة لا مبرر لها. فقد ذكر تاجر سيارات: “أنه أخلى ذهنه من التفكير فى الأعوام، وقد بلغت اليوم الثانية والخمسين من عمري وأنا أحس أنى أقوى مما كنت عليه”.

2 – دع العمل المنهك لقواك أو الذي لا يتفق مع سنك.

من خير الأجوبة التى ظفرنا بها ما قالته سيدة فى الرابعة والأربعين من عمرها: “كنت عضوا فى جمعية للشابات وكنت من بين مؤسساتها ثم كبرت بى السن، ورأيت أن أتخلى عن هذه الجمعية التى تضم فتيات فى ربيع العمر ولم يسعنى إلا أن أستقيل منها وانضممت إلى جمعية أخرى أعضاؤها فى مثل سنىي.

3- جدير بالمرء أن يضع قائمة بالهوايات التى يحبها ويفضلها على غيرها، ثم يختار منها ما يتناسب مع سنه وقوته ولكل سن أعمالها.

4- في السن المتوسطة يكون المرء أقدر على تقدير كفاءاته ومواهبه، فهم يندفعون إلى الأعمال التى يستطيعون الالتحاق بها ولكنهم على مر الأيام يتمكنون من الوقوف على كفاءاتهم الشخصية ومواهبهم واستعدادهم الطبيعى.

5- فى السن المتوسطة نتخلص من المخاوف الخاصة بالكهولة.

كثير من المخاوف التى تعتري الإنسان بشأن الكهولة تزايل الإنسان عند بلوغ السن المتوسطة والكهولة، كتلك السيدة التى كانت تخشى الوحدة فى مثل هذه السن، ولكنها وجدت الرفقة الطيبة والصداقة الكريمة مع كثير من مثيلاتها.

6 – كثيرا ما يعترى الإنسان الخوف إذا ساءت صحته وخاصة إذا تجاوز سن الشباب ومثل هذه المخاوف يجب المبادرة بالقضاء عليها وإلا كانت سيئة المغبة وخير ما يفعل فى مثل هذه الحالة أن يذهب إلى طبيبه ليفحصه فحصا شاملا ويعالجه إذا كان هناك ما يدعو للعلاج ويطمئنه على صحته.

وليحذر كل أمرىء أن يستمع إلى كل ما يقال عن السن المتوسطة والكهولة، فلكل إنسان ظروفه الخاصة وأسلوبه فى الحياة ومواهبه وكفاءاته وما ينطبق على إنسان ليس حتما أن ينطبق عل إنسان آخر.

إن الانسان يصنع حياته، سواء فى أيام شبابه أو كهولته أو شيخوخته ولا جدوى من البكاء على أيام الشباب، فإنها لن تعود، وخير للمرء أن يتكيف حسب ظروفه وأعوامه وصحته وليست الكهولة هى فترة الموت بل هى فترة النضج الصحيح والاستمتاع بالحياة على خير الوجوه.

فعلى الإنسان أن يعمل على الانسجام مع التغيرات التى تطرأ عليه بحكم السن، وأن يخلق لنفسه ما يعمله وما يحققه من أهداف وآمال، وبهذا يستطيع أن يجعل كل أعوام عمره متعة وهناء.

Leave A Reply

Your email address will not be published.