المستقلين
Take a fresh look at your lifestyle.

وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ

0

بقلم/ أحمد فيظ الله عثمان

مدير عام الإدارة التعليمية بالمعادى سابقًا

 

الحمد لله الذي له الصفات العلا والأسماء الحسنى، أنزل كتبه وأرسل رسله بالبينات والهدى ودين الحق ، سبحانه الإله الواحد الفرد الصمد الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.

 

أحمده عز وجل وأشكره ، وأتوب إليه سبجانه وتعالى وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا وإمامنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله ، جعل الله عز وجل سيرته قدوة تنير بصائر الصالحين .

ولقد علم الله عز وجل من صفات وأخلاق وسلوك سيد الإنس والجن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ما يؤهله لأداء الأمانة وحمل الرسالة فاصطفاه رسولا للعالمين.

إن أعظم وأفضل أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التى يحسن الحديث عنها والفرح والسرور بها، هى تلك التى ذكرها القرآن الكريم وهى صفة الرحمة الآية 107 – سورة الأنبياء والتى صورها القرآن الكريم بما يدل على سمو الشخصية (وإنك لعلى خلق عظيم).

فهو ليس صاحب خلق كريم عظيم فحسب وإنما هو فعلا وحقيقة ويقينا على خلق فاضل راق لا نظير له، وإن السمو الأخلاقى الذى ارتقى إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان منذ نشأته طفلا ثم شابا ثم نبيا ورسولا، ولقد حفلت السُنة وأكثر كتب السيرة النبوية بما يؤكد الصفات الراقية العظيمة المحبوبة التى يتحلى بها سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، الذى هو الرءوف الرحيم كما يصفه القرآن الكريم عند الحديث عن أثر الرحمة والرأفة التى اتصف بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فى مسيرة حياته والتى تعتبر بمنزلة مفتاح النجاح فى معاملة الناس (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل عل الله إن الله يحب المتوكلين ) الآية 159 سورة آل عمران ، فالفظاظة وغلظة القلب كفيلان بتفريق الأصحاب وطرد الأتباع ، والرحمة صفة أساسية فى المسلم فكان عليه الصلاة والسلام داعية رحيما.

ومن رحمته حرصه الشديد على إيمان الناس والرأفة بهم من أى عذاب، ويصف القرآن الكريم هذا الخلق (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) آية128 سورة التوبة، حتى إنه صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على التمسك بإيمان الناس ، كان يجهد نفسه فى إرشادهم حتى بما يشق عليه جسديا ونفسيا ، الآية السادسة – سورة الكهف ، والآية الثامنة سورة فاطر ، وعلى كثرة ما لقى بسيدنا رسول الله عليه الصلاةوالسلام من أذى قومه فلم يمنعه ذلك من مواصلة إرشاد الناس وهدايتهم، ولم يغير ذلك من حسن خلقه فظل كما هو على خلق عظيم راقى، وإذا كان المشركون قد آذوه ماديا فإنه رفض أن يؤذيهم لفظيا أو ينتقم منهم بالدعاء عليهم ، فعن أبى هريرة قال: قيل: يارسول الله: إدعو على المشركين فقال عليه الصلاة والسلام: إنما أنا رحمة مهداة.

وعندما فتح مكة وظفر بالنصر خاطب الناس فى الحرم المكى وخاطب قريشا فى خطبته قائلا: يامعشر قريش ، ما ترون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم فقال: إنى أقول لكم كما قال سيدنا يوسف لإخوته آية 92 – سورة يوسف: لا تثريب عليكم ، وكما قال سيدنا يوسف : إذهبوا فأنتم الطلقاء .

هذا سيدنا وإمامنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحريص دائما على هداية الناس الرءوف الرحيم يعفو ويصفح عمن آذاه وظلمه، فإذا كان هذا شأنه مع أعدائه ومن آذوه ، فكيف مع أهله وأصحابه رحمة ورأفة وكان عليه الصلاة والسلام فى خدمة بيته فاذا حضرت الصلاة خرج إليها وقيل أيضا أنه كان يخصف نعله ويخيط ثوبه وكان أيضا عطوفا على الأطفال فيسرع فى صلاته إذا سمع بكاء طفل وكان يزور الضعفاء والمرضى ويشهد الجنائز فلو اتبعنا الأخلاق العظيمة والرحمة والعفو والرأفة والمغفرة ، فتفتح القلوب والعقول للخير والسعادة والسرور وهذه الرحمة هى خلق أصيل وتشمل الجميع حتى عالم الحيوان أيضا.

ولنرجع إلى أعمالنا وبيوتنا وفى عقولنا الرحمة والرأفة والمحبة والطمأنينة والرضا وبعيدا عن الظلم والكراهية والكذب والشر والفساد والحقد والسوء.

Leave A Reply

Your email address will not be published.