المستقلين
Take a fresh look at your lifestyle.

مركز رعاية طفل العباسية مهدد بالزوال .. هل من مُنقذ؟!

0

       بقلم/ حسين السيد

الرعاية الصحية هي نهج للصحة والرفاهة يشمل كل المجتمع ويتمحور حول احتياجات وأولويات الأفراد والأسر والمجتمعات، وحصول الأشخاص على رعاية شاملة، تتراوح بين الإرشاد والوقاية إلى العلاج وإعادة التأهيل كأقرب ما يمكن إلى بيئة الناس اليومية. كما ترتكز على التزام بالعدالة الاجتماعية والإنصاف والاعتراف بالحق الأساسي في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه.

وهذا ما يتوفر لدى مركز رعاية طفل العباسية التابع لمنطقة الوايلى الطبية الذي يتعرض الآن لمحاولة القضاء عليه وضياعه بسبب إجراءات نزع الملكية وبطء الجهات المعنية فى اتخاذ قرار لحين استكمال إجراءات النزع. فقد استمرت على مدى عشر سنوات محاولات لا بأس بها من المسئولين والقائمين على المركز للإبقاء عليه نظرًا لسمعته الطيبة على مستوى منطقة الوايلي والعباسية الذين يزيد عددهم على نصف مليون والمترددين بصفة دائمة على المركز الذي يقع على مساحة تقرب من 590 متر مربع، هذا بخلاف المرضى الذين يترددوا عليه من مناطق أخرى من حلوان إلى المرج نظرًا للخدمة المميزة التى يتمتع بها المركز بأطبائه والقائمين عليه والعاملين به.

يُعد مركز رعاية طفل العباسية من أكبر وأهم المراكز الطبية التي تقدم خدمات عديدة متنوعة ومتميزة، حيث أنه يقدم خدماته لأكثر من 250 ألف مواطن من سكان العباسية وما حولها، ليس هذا فحسب فقد امتدت شهرته لتصل إلي سكان المناطق البعيدة مثل المرج وحلوان لما تقدمه من خدمات متميزة.

وتأتي أهميته من نوعية الخدمات التي يقدمها للجمهور وهي المبادرات الرئاسية (100 مليون صحة)، والتي تتمثل في تحليل فيروس سي والكشف المبكر لسرطان الثدي والأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر ومبادرة الاعتلال الكلوي وقياس السكر التراكمي والدهون الثلاثية ومبادرة الأم والجنين بالإضافة إلى مبادرة كبار السن. كما يضم المركز تغطية لبعض الخدمات الأخرى مثل الطوارئ والاستقبال ونظام المشروطية الذي يتضمن الكشف والمتابعة الطبية لأعضاء مستفيدي معاش تكافل وكرامة وعلاج الغير قادرين، ومؤخرا قام المركز بصرف علاج بروتوكول وزارة الصحة للعزل المنزلي لمرضي الكورونا والمخالطين لهم. وقد تم اختيار المركز ضمن المجموعة الأولي لتغطية تلقي لقاح “كوفيد 19” وحتي الآن سواء داخل المركز أو خارجه.

كما يغطي المركز خدمات تحليل الغدة الدرقية للأطفال حديثي الولادة في خلال أسبوع من ولادتهم، ومتابعتهم والكشف عليهم، وصرف الألبان المدعمة لهم، كما يضم عيادة باطنة وعيادة نساء ومتابعة الحوامل وبها سونار خاص بها، بالإضافة إلي عيادة تنظيم الأسرة والوسائل الخاصة بتنظيمها.

كما يضم المركز عيادة للأسنان مُجهز بأحدث الآلات، ويعمل بها ما يقرب من 20 طبيب امتياز للتدريب نظرا لتوفر جميع الإمكانيات بالعيادة ويعملون جميعا تحت إشراف نخبة من أطباء الأسنان الذين يمثلون القوة الأساسية للمركز والتي تزيد على 30 طبيبا لتدريبهم ومتابعتهم، ويتم تغيير هؤلاء الأطباء “الامتياز” كل ثلاثة أشهر من قبل المديرية لإعطاء الفرصة لغيرهم للتدريب. كما يتوفر بالمركز جهاز أشعة للأسنان ومعمل تحاليل طبية وصيدلية لصرف الدواء، علما بأن تذكرة الكشف بقيمة جنيه واحد ويصرف عليها العلاج مجانا.

وقد ساعدت مساحة المركز في إضافه خدمات جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل عيادة العلاج الطبيعي على أعلى مستوى من الأجهزة وعلى رأسها جهاز الموجات التصادمية الذي لا يتوافر سوي في ثلاث مستشفيات كبري فقط بالإضافة إلي هذا المركز وتعديل القوام وركن المشورة الذي يهتم بالصحة النفسية للطفل حيث تم اختيار المركز من قبل الوزاره ليكون رابع مركز على مستوى القاهرة يقدم خدمة الألبان العلاجية للأطفال، وقد تم اختيار المركز أيضا لتحليل راغبي الزواج الحديث. كما يضم المركز غرفة تعقيم بها 4 أجهزة للتعقيم وحضانة لقياس كفاءة أجهزة التعقيم وجهاز حديث لتبكيت وتغليف الآلات وجهاز مياه مقطرة يعمل به أحد أجهزة التعقيم.

ولما كانت منطقة العباسية تفتقر إلى خدمة تركيبات الأسنان بأسعار رمزية فقد سارع المركز بتوفير هذه الخدمة عن طريق إنشاء عيادة تركيبات ومعمل للأسنان به أحدث الأجهزة والمعدات وقد تم إدخال الغاز الطبيعي للمركز لكي يساعد في أعمال المعمل. وقد تميز المركز بتوفير الأجهزة الطبية والمكيفات وغيرها من خلال تبرعات بعض الهيئات من أجل تخفبف العبء على ميزانية وزارة الصحة. وقد طالبت مديرية الشئون الصحية المنطقة بتوفير قاعة لتلقي محاضرات زمالة طب الأسرة بالمركز وهو ما يجري العمل عليه حاليا. وقد تم مؤخرا تحديد غرفة لدمج المبادرات الرئاسية. كما يحتوي المركز على غرفة خاصة لجمع النفايات الخطرة بالإضافة إلى مخزن لتخزين الأجهزة والمستلزمات.

وكما هو واضح بحجم الخدمات التي يقدمها المركز والتي تميزه عن غيره عن باقي المراكز الأمر الذي يدفعنا للتمسك به في نفس المكان حتى يستطيعوا الاستمرار في تقديم خدماتهم على أكمل وجه للمواطن البسيط.

أو يكمن الحل في إيجاد أحد المتبرعين أو المستثمرين للقيام بشراء المبنى من أصحابه “الورثة” للتنازل – كما حددوه – بمبلغ 5 مليون جنيه لإنقاذه من الضياع والإندثار والاستمرار فى مزاولة أنشطته الطبية التي يشهد لها أبناء المنطقة بالكفاءة والرعاية لما يمثله كأحد أكبر وأهم المراكز الطبية التي تقدم خدمات عديدة متنوعة ومتميزة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.