بقلم/ د. أشرف رضوان
Related Posts
لم نلبث أن نتخلص من مخاوفنا التى تمثلت فى فيروس كورونا الذى يتحور وينتشر بين الناس ويتسبب فيما بين الوفاة والإصابة، ويتصارع العلماء والباحثين لإنتاج ما يصلح للعلاج بين نوع والآخر، حتى نفاجأ بفيروس شديد يتمثل في الانحلال الأخلاقى من جوانب عدة.
ففى الآونة الأخيرة ازداد نشر فيديوهات الفجور علنًا بكل الألفاظ الخارجة التى تخدش الحياء. وهذا بالطبع شىء مدبر من أجل تربية أجيال جديدة مطلوب أن تبتعد عن الدين وتدخل فى دائرة الانحلال الأخلاقى الذي يؤدي إلى عدم الإحساس بالمواطنة، ولم لا وقد استغل أهل الشر نقاط الضعف التي تُصيب الشباب الصاعد لزرع روح الفسق والفجور داخلهم بدلاً من زرع روح الإيمان بداخلهم.
فنجد من يدافعون بقوة عن فيلم تظهر فيه البطلة فى أحد المشاهد وهى تخلع ملابسها الداخلية وتضعها فى حقيبة يدها ويسمون هذا حرية إبداع.. لقد كنا بالأمس ندعو لمقاطعة أفلام محمد رمضان وأغاني مطربى المهرجانات لما يحملونه من رسائل هدامةولكن على ما يبدو أن قوى الشر لا تزال تبحث عن كل ما هو جديد لكي تحطم القيم والمبادئ التى تربينا عليها. ربما يكونوا قلة من المنحرفين الذين ينتظرون فرصة لنشر الفسق كما حدث فى أحد المهرجانات بالغردقة والتى ينظر منظم هذه المهرجانات للمنتقدين على أنهم رجعيين ومتخلفين.
هذه المشكلات لن تُحل بالنداءات للمسؤولين والرقابة فقط لوقفها وإنما تُحل بقرار جرىء يصدق عليه أعضاء مجلس النواب بمحاسبة كل من يساعد على نشر الفجور على السوشيال ميديا. ليس هذا فحسب وإنما لابد من محاسبة كل صناع العمل ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يحاولون هدم القيم المجتمعية. فكيف يلتقى الجيش الأبيض صاحب الرسالة القوية ويقف فى مقدمة الصفوف من أجل حماية المجتمع من العدوى والهلاك مع مروجي أفلام الفسق والفجور فى مجتمع واحد.
إن للإعلام المحترم دور مهم فى إظهار هذا التناقض لكى يظهر الفارق بين العلو والانحطاط. يجب على جميع الجهات النظيفة أن تتحد وتقف صفا واحدا فى مواجهة هذه الشرذمة من البشر المنحرفين لكى يعرفوا أنهم ضلوا الطريق، فإما أن يعودوا لصوابهم ويساهموا فى بناء المجتمع وإما أن يبحثوا عن بلد آخر لنشر خطتهم الفاجرة هناك!